All
x
memoria 75 - Al Mustaqbal
memoria 75 - Al Mustaqbal
2014-07-02
memoria 75 (solo) @ Institut Français - Beirut, from 5/06 to 27/06/2014

«ذكريات بو رجيلي 75» معرض تجهيزات في المركز الفرنسي ـ المتحف
الموت بأقنعته الكثيرة!
يقظان التقي

أقيم أخيراً في المركز الفرنسي معرض تجهيزات «Memoria 75» مجموعة ذكريات أو الشغل على الذاكرة بالخروج من صراع داخلي لدى الفنان التشكيلي اللبناني بو رجيلي مواليد بيروت 1960، خريج معهد الفنون الجميلة في السوربون الرابعة والمدرسة الوطنية للفنون.

نص تشكيلي تجهيزي مركب وتمرين ذهني سيكولوجي وآخر يعلن فيه بو رجيلي عدم مسؤوليته عن شيء، عن أي شيء في داخل المعرض وحيث كل شيء يجتمع بالمصادفة الفيزيائية للأشياء والأمور غير قابلة للحكم، ويمكن مشاهدتها فقط من زاوية العين وليس مباشرة وردات الفعل متروكة لطرائق التعبير المختلفة.

وعلى طريقة الصوفيين يخلع بو رجيلي حذاءه خارجاً ويدخل إلى معرض حافياً. هذا الجسد يصير عنصراً تشكيلياً وتصير الروح مجردة قناة موصلة للأفكار أو حاضنة للرؤية والتأملات.

المعرض يعكس رسالة الحاجة إلى إغماض العينين، ثم رؤية الأشياء من جديد، الحاجة إلى إعادة الحياة، لجيل كامل عاش طويلاً اللا شيء وظهرت باكراً التجاعيد على وجهه والتراجع في حيوية الشباب وديناميته.

ولأن فكرة المعرض هي فكرة وجودية، فكرة التكوين الجسدي الذي يتعرض للتلف حيناً، لموت غريب وللتلوث كما حصل في هيروشيما، ولأن الموت نسيج متواصل يعلن نفسه في كل المطارح في الحروب كما الزلازل، كما النزاعات الداخلية تراه نسيجاً موصولاً في الذاكرة، من هيروشيما إلى شارع عين الرمانة حيث ولد بو رجيلي وعاش فصول الحرب الأهلية على جدران حية ومدينية.

صار للموت جغرافيا من دون حدود، وكل من يسقط على الأرض يترك أثراً ما، صدى ما في الذاكرة، صدى لوجوه صديقة، قريبة وبعيدة.

إنه الموت الديموقراطي، موت الأزمات الاجتماعية، ليس صراع الطبقات، بل الموت العبثي حيناً أو هو الموت السرمدي الذي يرسم خطوطاً في إفريقيا أو الاتحاد السوفياتي القديم أو غيرها من الأماكن المخضبة باللون الأحمر.

إنه الموت الذي يجمع حول ضحاياه ويغير أحلاماً كثيرة وحيوات كثيرة، من خط غاليري سمعان.. إلى هيروشيما، شارع الموت واحد..

يعود بو رجيلي إلى بدايات الحرب، يتغير العالم ولا تتغير الذاكرة على المقعد الدراسي وذلك الصديق الذي شكّل كل الحياة قبل الموت!

ليس هذا نهاية حياة، بل بداية حياة أخرى، ذاكرة أخرى يجري التحقق منها في السنوات اللاحقة..

ليس من الصعب القول بالموت الأول.. هو موت الأهل.. موت الكنيسة الأول.. موت الأشياء البسيطة والجميلة، مع أن الموت أحياناً يصير عودة الروح، كما فصول الطبيعة بربيع وخريف وأحياناً من دون فصول مثل تلك «السقاية» التي تقبب ثم تظهر على سقف المنزل..

هل هناك موتى من دون زهور؟ نعم البعض يحب الزهر الوردي..

13 نيسان كان يوماً جميلا ًفي سينما الشياح، سينما دنيا. كان يعرض فيلم فرنسي، وملصق الفيلم يبرز صورة عارية كان فيلما مخصصاً للناضجين. كان يوماً مشمساً جميلاً. فجأة وبطلقة نارية واحدة زاوية الشارع توجهت نحو المرآة.. مرآة الخوف والخروج إلى حرب الموت كلا حياً..

ما هو لون الروح؟ تسأل المرآة مدام خوري التي ذهبت برصاصة في الرأس.. وكذلك أم متري بعد موت متري بالرصاص... بعد ذلك يحصل الفراق، التمزق، وتشفى الذكريات في الروح الخاوية، من الذاكرة، زاوية النسيان..

لكن يبقى الكثير.. الذي يعرضه بو رجيلي والذي يأتي من الليل ومحفورات الوجوه والنقاط الجافة ومن الشارع العتيق والكراسي الفارغة والمقاعد الدراسية الخاوية ومن الإشارات المعلقة على التماعات صامتة لأمور مجهولة، مهاجرة وأسماء من يوم مجهول ومن أرض غير بريئة.. لأولاد ذلك الباص.. نحن كلنا أولاد ذلك الباص ذلك الذي لا يحمل اسماً، والقناع الذي يغلف الوجه الصحيح.. وصار الوجه المخفوق على فراغ ومادة من دون شكل.. والقناع الذي يصير هو الوجه الذي يلملم تمزقات الأثر والذاكرة والمصير.

نص تشكيلي تجهيزي حديث يجترح مواده وأشكاله بميتافيزيقية فنية وبمزيج تقني يجمع ما بين الوجه والأثر والتمويهات اللونية والمادة البسيطة ودلالاتها ويتركز الشغل أكثر على القناع وما خلف القناع والوجه وما خلف الوجه واللون والأثر خلفه في سياق تعبيري يملك لغته وحركيته وإشاراته ويجري بالمادة وما خلفها بسيكولوجية فنية حساسة.

The link of the paper online →