All
x
memoria 75 - Al Liwaa Newspaper
memoria 75 - Al Liwaa Newspaper
2014-06-14
memoria 75 (solo) @ Institut Français - Beirut, from 5/06 to 27/06/2014
اللواء الثقافي

معرض الفنان ايلي ابو رجيلي.. 
مهارات فنية.. وقدرة على التفاعل
السبت,14 حزيران 2014 الموافق 16 شعبان 1435هـ



الفنان ابو رجيلي امام إحدى لوحاته
تعتمد اعمال الفنان «ايلي ابو رجيلي» الابداعية  على الرؤيا الحركية ذات التفاعلات البصرية المبنية على الوجود الحسي والملموس للانسان.  او لاي كائن متحرك كي تلتقط الحركة منها وتوزعها على العناصر الاخرى من صوت وضوء وشكل،  والوسائط المختلفة من مهارات فنية ابداعية ترمز الى الوجود والقدرة على التفاعل مع هذا الوجود الذي يترجمه الآخر، فكل جماد في الكون يحتاج لمحرك موجود مرئي او غير مرئي. لان التضاد والتناقض والانسجام هي ادراكات حسية استنتاجية تقودنا الى حدس يقيني نترجمه بجمالية، وبحركة لا ارادية منا لا نعرف اسبابها، وربما هي وعي كوني يتميز بانعكاسات فكرية تقودنا الى حيث نحن، وبقدرية لا ندرك اسبابها. الا اننا في المكان الذي نحن فيه ضمن زمنية معينة، وهذا ما يترجمه الفنان «ايلي بورجيلي»  في معرض فني ابداعي يعتمد بتفاعلاته على المتلقي، كمحرك فاعل للعناصر المؤلفة من صناديق ذخيرة ملونة، وواحد فقط بلونه الاساسي الاخضر العسكري تاركا للفكرة حرية الانطلاق مع كل متلق يختبر،  يكتشف،  يحلل، يستنتج يدرك المعنى الموضوعي الذي يتحسسه من عمل ابداعي هو بمثابة فكرة وجودية ذات جمال فكري وثقافي. 
عمل ابداعي يتصف بنوع من الفن يثبر الذهن،  ويعصف بالحواس ويدفع بالمتلقي نحو التذوق البصري الذي يعصف بالحواس بشكل عام. اذ ينتج عن الارتداد الحركي في مكان ما حركة معاكسة في مكان آخر، فاسترجاع الذاكرة لقيمة مكان تأثرنا به هي زمنية مكان ترك بصمته فينا بدينامية نبحث عنها او تساؤل يجعلنا دائما في حالة بحث عن اجوبة منطقية نحتاج الى اختبارها في معظم الاحيان، فالتركيب الابداعي يرتبط بالحس الفكري والجمالي معا. لان الومضات الضوئية التي تمر سريعا عند الوقوف امام مرآة رفعها من صندوق ذخيرة هي نتيجة قدرية حدثت بفجائية تركت رمزيتها او اشاراتها التي اندفعت حركيا، كصوت او ضوء او موسيقى  او حتى حركة ظل اندمجت مع المخيلة الحسية الملموسة من فكرة يشعر بها المتلقي .
تأثيرات صوتية وضوئية اضافها ميكانيكيا كعناصر زمنية تعيد الشكل مرئيا الى الذاكرة. لتترابط الملامح الناتجة عن الحركة التي يقوم بها المتلقي الى الفعل المساوي لحركات مماثلة او متشابهة بتناظر يساوي ناتج المعادلة التي صممها ونفذها «ايلي بورجيلي» لتكون بمثابة عمل فكري ثقافي يعمل على اثارة التساؤل وطرح الف سؤال لجواب واحد، فالفعل الواحد ينتج عنه الافعال الاخرى المختلفة في تأثرها وتأثيرها من حيث الحجم،  والشكل،  واللون ، والصوت، والصورة،  والحدث الفعلي بشكل عام.
تحليلات لا نهائية لعمل فني ذي تركيب ابداعي لا يخلو من الابعاد البصرية، ومن الوان، وضوء، وظل، ومؤثرات سمعية منظومة بدقة بل محبوكة فنيا.  لتترك اثرها الفلسفي والفكري في نفس المتلقي قبل الاثر الجمالي حيث تعتمد بالدرجة الاولى على اختبارات المتلقي لهذه الصناديق التي يمر امامها بفاعلية يترجمها بحركة تلتقط حركة اخرى او امتيازات حسية تتسبب بالدهشة حيث يثير كل صندوق ملون حسا مختلفا بالشكل والمعنى والاسلوب. فالحجوم القياسية من علو وانخفاض وانعكاس،  ومرئيات حركية ذات منشأ فيزيائي معتمد على حركة الانسان الفاعلة في الحدث،  وما ينتج عنه من وجود اخر في مكان ما  هو تركيب ابداعي مرتبط بالفكر والفلسفة والفيزياء الحركية لضوء او لشكل او لحجم او حتى لمساحة ترتبط عناصرها ببعضها البعض. 
رؤية فنية استبصارية ذات منحى فكري تطوري تعتمد على ما قبلها وما بعدها.  لتتكون التوليفات الديناميكية بزمنية الماضي والمستقبل،  تاركة لوجود الحاضر رمزيته التفاعلية مع الحدث،  فالمنطق الرياضي والهندسي في عمله الابداعي متعلق بتكنولوجيات معاصرة تتسم بالمحاكاة الوجودية للمرئي والغير المرئي،  الموجود وغير الموجود ، المحسوس وغير المحسوس، بتضاد حسي وادراكات يقينية تحتاج لتجارب واحداث.  لتقود المتلقي نحو حدسية الوجود والمسببات التي تعطي السبب اهمية لحدوثه في كل زمان ومكان. كالفكرة التي انطلقت من صندوق ذخيرة خرج من جعبة ذاكرة حرب تواجد فيها الفنان «ايلي ابو رجيلي»  وتركت اثارها في فكره ووجدانه،  ومنحته ذهنية حركية تحتاج لسبب ومسبب.  لتتفاعل مع الكل الذي بناه في عمل فني ابداعي يحاكي به زمنية الذاكرة الخامدة والناشطة والتي تحتاج لرؤية كي تتفاعل معها. 
محور فني استنسخ منه الفنان «ايلي ابو رجيلي»  الاشكال المتشابهة بالصورة او بالكينونة الذاتية، والمختلفة بالفعل الصادر منها حيث يختلف مرور المتلقي امام كل علبة  توحي بمصير مختلف من حيث حدوث المؤثرات الناتجة منه فيزيائبا ورياضيا، فالمهارات المعرفية والسلوكية تتولد من الفكرة نفسها التي تتطور مرئيا بانعكاساتها وابعادها، وقدرتها على توليد الافكار القابلة للتطور الفكري والثقافي للانسان،  وكأن وجوده من العدم يعتمد على تفاعله الحاضر عبر الزمن الموجود فيه في مكان ما، فالتحفيز الذهني الذي يتأثر به المتلقي الذي يختبر وجوده في المكان نفسه الموجود فيه صناديق الذخيرة ذات المفهوم المنطقي والعملي هو بحد ذاته اكتشاف لحظة جمالية تستقر في الذهن، ويحتفظ بها الوجدان وتتمسك بها الذاكرة الفنية.  
 معرض الفنان ايلي ابو رجيلي في المركز الثقافي الفرنسى(à l`Institut Français Beyrout)  ويستمر حتى 27 حزيران 2014.

ضحى عبدالرؤوف المل
dohamol@hotmail.com